أسلوب سرد القصص في التصميم

من أكثر الأساليب المستخدمة في الحوار التي تؤثر بشكل كبير على الأنفس هو الأسلوب القصصي. وأعظم مثال على ذلك من القرآن الكريم قال تعالى: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ﴾ يوسف ٣. القصص القرآنية ليس الغرض منها السرد والرواية فقط، وإنما ما تحمله تلك الأخبار والقصص عن الأنبياء والرسل والأقوام السابقة من مواعظ وعبر، ترشد قارئها إلى إتباع سبل الفلاح والرشاد، وتجنب طرق الزيغ والضلال. نحن نستخدم أسلوب سرد القصص في حياتنا اليومية بشكل كبير في دوائرنا الاجتماعية، فنبدأ حواراتنا بسرد المواقف التي قد حدثت لنا من قبل و قد تترك القصة أثر على تفكير أو مشاعر المتلقي. تعتبر الأفلام و المسلسلات نوع من أنواع القصص المصورة التي تدور أحداثها حول شخصية أو أكثر وتكون للقصة نهاية إما مغلقة لا تسمح للمشاهد بلتفكر في النهاية أو مفتوحة مما قد تتيح لمخيلته المتعة و الحرية في وضع الخاتمة للقصة.

وهناك تفسير علمي يشرح أنه عندما يستمع المرء إلى قصة جيدة لها وقع على النفس يقوم الجسم بزيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين oxytocin، هذا الهرمون يعزز الشعور بالثقة بالنفس والرحمة. أيضاً يحفزالمستمع على التعاطف مع الآخرين وله تأثير على سلوكنا الاجتماعي. فإذا استخدمنا أسلوب سرد القصص في عملنا كمصممين قد يزيد من إحتمالية إعجاب المستخدم للمنتج أو الخدمة المقدمة من قبل المصمم وقد يؤدي إعجابه إلى نقل القصة المسرودة لدائرته الاجتماعية.

كيف تستخدم أسلوب سرد القصص في عملك كمصمم/ه؟

قد تتساءل كمصمم ما هي الفكرة الأساسية التي أريد أن أوصلها للعميل؟ عندما تناقش الفكرة والحلول مع العميل ماهو عرضك المقدم له؟ تذكر جيداً أن عملك كمصمم ليس لبيع مواهبك في تصميم مواقع و برامج أو تصميم علامة تجارية في مدة قصيرة وبشكل جميل. ولكن أنت تسرد له قصة عبارة عن فكرة لحل مشكلة قد يواجهها العميل مع المستخدم أو قد تكون حلم يطمح العميل للوصول إليه. على سبيل المثال، توسيع نطاق الشركة و كسب عدد كبير من المستخدمين المخلصين للخدمة أو المنتج المطروح في الشركة.

كيف ينعكس سرد القصص في مراحل التصميم؟

رواية القصص المرئية (Visual Storytelling):

يستخدم المصمم وسائل الإعلام المرئية لتساعده على رواية القصة باستخدام التصوير الفوتوغرافي، أو الرسم التوضيحي أو الفيديو، ويمكن إضافة الموسيقى أو التسجيل الصوتي لإيصال القصة للمشاهد فقد تكون القصة عبارة عن طريقة استخدام المنتج أو إعلان للمنتج.

رواية قصة المستخدم (User Experience Storytelling):

تستخدم في مرحلة البحث وشرح خطوات مراحل التصميم وكيف توصَّل المصمم للفكرة أو الحل النهائي، ومن الممكن استخدامها بعد إطلاق الخدمة أو المنتج. هذه الخطوة تساعد المصمم على فهم أهداف المستخدم و من خلال تجربته يحاول المصمم فهم مشاعر المستخدم حين يستخدم الخدمة لمحاولة تحسينها باستمرار وتطويرها لتصل مرحلة إعجاب المستخدم.

كيف تتقن رواية القصص؟

ليس هناك طريقة معينة لتحسين أسلوب المصمم في سرد القصص. ولكن القراءة المستمرة، والإطلاع على قصص رواها مصممين بارعين في المجال، والكتابة اليومية القصيرة تساعد على تطوير الخيال العلمي والفكري.

هل قوة سرد القصص تجعل المرء مصممًا أفضل؟ أقول نعم بالتأكيد!